فاضل الربيعي
28 يوليو، 2012 ·
فاضل الربيعي
السبي البابلي في المصادر الإخبارية العربية القديمة
فاضل الربيعي
في أ ن السبي البابلي الإخبارية العربية القديمة
الحلقة ال أ
اهتمام آن الروايات الكلاسيكية بأنباء هذه الحملة, يتلازم في الكثير من المؤلفات مع اهتمام خاص برواية أسباب وانتقالها هجرات القبائل من وطن إ لى آ خر. ونظرا لوجود طرائق تقليدية سردية تدمج بين ما هو أسطوري وما هو تاريخي, فقد بدت روايات هؤلاء, قليلة الأهمية بالنسبة لكثير الآثار والتاريخ من علماء. بيد آن مد وناتهم, we وعلى أكمل بتفسير وجه بعض والثقافية الظاهرات الاجتماعية التي تخص تاريخ العرب القديم, مما قامت بأكثر بتقديم روايات تاريخية صافية ومتكاملة أو عن الأحداث متناسقة. آن هذا الاهتمام الذي نجد تعبيره الأخبار الدقيق في بعض الدول التي دو نها هؤلاء عن خط مسار الحملة, يمكن له من الأساس آن ينسف كل الفكرة الاستشراقية الرائجة عن وقوع السبي البابلي في فلسطين.
ورد في كتاب وقد المنمق في أخبار لمحمد قريش, بن حبيب البغدادي (ورقة الأصل الخطية 4 / i-مصدر مذكور) الذي يعتمد كليا على روايته الطبري, ما يلي:
آن بخت نصر أمر بغزو saves وأهل باعربايا حضور أ لا أغلاق لأبوابهم, فسار نحوهم واستعرض العرب بالسيف حتى انتهى إ لى حضور. وكان الذي أمر بخت نصر بغزوهم وقتلهم, فيما ذكر, والله اعلم آن الله تبارك إ لى ابراخيا وتعالى أوحى بن بن بن احنيا زربايل شاثيل وهو, ولد من يهوذا بن يعقوب, آن بأمره يأمر بخت نصر بغزو أ ذكرنا. فسار حتى انتهى إ لى اليمن إ لى موضع concert منها يقال له حضور.
وكان بنو يسكنها إسمعيل إبراهيم بن, قدمان, وهم ورعويل ويامن, وهم, أ قتلوا الرس أصحاب نبيهم حنظلة بن صفوان, there فبيته بخت نصر وهم لا يعلمون, فجعل يقتلهم. فخرجوا هاربين. نزل ففيهم, والله اعلم: ” فلما أحسوا بأسنا إذا منها هم يركضون ” إ لى قوله عز وجل: ” فما زالت تلك دعواهمحتى جعلناهم حصيدا خامدين “. سيوف فحصدتهم بخت نصر. وقد كان الله عز وجل, وهو أعلم أمر ارميا حلقيا بن, وكان نبي بني إسرائيل آن يأتي مكة فيخرج منها معد بن عدنان, شاب فأخرجه وهو فأتى الشام به. حتى اقلع عن بخت نصر العرب رده إ لى مكة, وأرض خاوية العرب. فولد لمعد أولاد بها. كثروا فلما اقتسموا تهامة أسباعا لكل قوم سبع. كثروا فلما تضايقوا وتنافسوا ووقعت بينهم الحروب وانتشروا يطلبون المراعى والاتساع. عن تهامة فظهروا إ لى النجود.
من الواضح آن هذا النص الذي كتب في حدود 850 ميلادية, دون لبس أدنى يشير إ لى وجود قناعة بمب اراة تاريخية سائدة عند القدماء, العرب والمسلمين مفادها آن السبي البابلي وقع حادث في اليمن واستهدف مخلاف حضور-حصور في التوراة – وليس في فلسطين, ن شمال الجزيرة, شهد الحجاز أي أ هم جزء من الصراع الذي دار هناك بين القبائل العربية الوثنية, على خلفية والآشوريين الوثنيين الطاعة للإمبراطورية والإلتزام بالمعاهدات المبرمة. كاتب هذا النص ولأن مؤرخ علامة وفقيه ولغوي شهير, اعتمد كليا على الطبري مدوناته ؛ فإن توظيفه في سياق محاولاتنا لفهم طبيعة السبي البابلي تصبح مبررة. بيد آن هذا النص لوحده وبالطريقة التقليدية, التي يعرض فيها للواقعة, ليس دليلا كافيا بحد قاطعا أو توفر على حادث للبرهنة آن السبي لم يقع في فلسطين. العودة إ لى السجلات آن الآشورية والبابلية والمصرية, ومقاربتها وسواه مع هذا النص من النصوص المماثلة, هو وحده الذي يمكن له آن يؤسس لمنظور للتاريخ جديد في المنطقة. ولنلاحظ آن كلا من ابن حبيب والطبري يسجلان الأخبار النتعلقة بالحدث, دون حرج, بوصفه حدثا وقع في اليمن? ولذلك, فكل ما يرد في هذا الكتاب من بيت المقدس إ لى إشارة ارتباطا بحادث السبي البابلي, عند الإخباريين إنما ديني هو تعبير قديم استخدمه للدلالة على العرب اسم أورشليم القديمة.
