تكبير الصورة

 

   الباحث “زياد عجان”.. والغوص في علم المقامات الموسيقية

 

لمى يوسف

الاثنين 25 أيار 2009

 

نسمع كثيراً عن المقامات الموسيقية، وندرج مؤتمراتنا تحت عناوين أساسها المقامات، لكن عن أي مقامات نتحدث؟ وإلى أي موسيقى تنتمي؟ هناك من يعرف الإجابة، ولكن هناك الأكثر ممن يرغب بالمعرفة بها. ولأن الباحث الموسيقي الأستاذ “زياد عجان” على تماس مباشر بالمقامات موقع eLatakia التقاه ليحدثنا عن المقامات الموسيقية من خلال الحديث التالي:

 

تكبير الصورة
الشكل (1)

* كيف نشأت الدرجات الموسيقية التي هي أساس كل المقامات؟

** من المعروف أنه في حال قيام العازف بالنفخ بقوة معينة في آلة نفخ خالية من الضواغط فإن المسموع منها يكون درجة صوتية ناتجة عن تذبذب كل عامود الهواء الموجود داخل الآلة ولكن الذي يحدث فعلا أن أجزاء أخرى من عامود الهواء تتذبذب أيضا في نفس الوقت وينتج عن ذلك الأمر مجموعة من الأصوات الإضافية والتي إذا زادت قوة النفخ ظهر بوضوح صوت معين من الأصوات الإضافية والذي يصبح بدورة الصوت الرئيسي الذي يمكن للأذن تحديده بسهولة، وعلى ما تقدم اكتشف الإنسان الدرجات الموسيقية المرتبة بشكل دقيق لا علاقة للإنسان به.

* بعد هذا العرض عن اكتشاف الدرجات الموسيقية، كيف وأين عرفت المقامات الموسيقية؟

** تم العثور في “العراق” على لوحات تحتوي على معلومات عن الموسيقى “الأكادية” ويعود أقدمها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد وحيث أعطت تلك اللوحات أسماء أوتار “الكنارة” والأبعاد الموسيقية (وهي نفس الأبعاد الموسيقية الموجودة في الرقيم “الأوغاريتي” هـ 6 وكذلك أعطت أغان وأسماء مقاماتها باستخدام البعد بالأربع والبعد بالخمس حيث كان يوجد سبعة مقامات قسمت إلى خمسة أبعاد وبقيتين وتختلف المقامات باختلاف موقع البقيتين.. والمقامات في

الموسيقى “العربية” تبنى على نظام الأجناس، والجنس هو مجموع أربع درجات موسيقية تفصل بينهما ثلاث مسافات صوتية تتبع في توزيعها وترتيبها نظاماً خاصاً يكسب الجنس صفته اللحنية ويبين نوعه، ويتكون المقام من جنس أدنى “الجذع” وهو الذي يحدد فصيلة المقام وجنس أعلى “الفرع” والجدول يبين المقامات المتماثلة في الشكل (1).

وتجدر الإشارة أنه تم نقل درجة “ركوز” المقام إلى درجة أخرى في “نيش جباري” و”لامي” و”نهوند كبير”..

* ماذا عن المقام الذي هو أحد المحاور الهامة في بحوثك إلى جانب التراث والموسيقى “الأوغاريتية”؟ وما الخط الذي اعتمدته في توثيق المقامات؟

** اعتماد الجنس الأدنى من المقام لتحديد فصلية الفصائل المعروفة حالياً سبع فصائل خالية من أرباع الدرجات وسبع فصائل تحتوي على أرباع الدرجات وقد حصلت حتى الآن على 14 فصيلة خالية من الأرباع و26 فصيلة تحتوي على الأرباع فيكون المجموع 40 فصيلة تنضوي تحتها جميع المقامات التي وثقتها حتى الآن.

واعتماد قالب السماعي كأساس لتأليف مقطوعات موسيقية توضح هوية المقام، وعدد السماعيات التي ألفتها حوالي 381 سماعي لكل منها مقامه الخاص. لم أتبع التقليد المتبع في تأليف السماعي والذي يقضي بهيمنة الهيكل الإيقاعي على الجانب اللحني بل بالعكس وظفت الإيقاع لصالح

تكبير الصورة
الشكل (2)

اللحن. كما أني خصصت الخانة الرابعة (دون قيودها) للتجوال ضمن المقامات المناسبة للمقام الأصلي.. ولا بد من التنويه أن هناك مقامات مركبة تحتوي على عبارات لحنية من مقام أو أكثر ولكن في النهاية تندرج ضمن منظومة الفصائل التي يحدها جنس “الركوز” “الجذع”.

* في رأي الكثير من المعارضين أن كثرة المقامات تشوش ذهن الدارس وتزيد من أعباء تحصيله، لذا يؤكدون واجب حذف العديد من تلك المقامات، كيف تقيم ذلك؟

** أنا في الصف المعارض للمعارضين للأسباب الآتية: توثيق تلك المقامات -على كثرتها- يدخل في مجال العلم وليس القصد فرضه على الدارس. كما يفيد هذا التوثيق الدارس بما قد يحتاجه من معلومات. ويعتبر تخصيصه بمؤلف خاص بمثابة الدليل في كيفية الانتقادات اللحنية، إضافة إلى أن هذا التوثيق إغناء لعلم “الموسيقى” عامة، وللدارس والباحث خاصة فهو بمثابة قاموس “موسيقي للمقامات”.

* يقوم البعض ببعض التغيرات في قالب السماعي ضمن ما يسمى بإطار التجديد والتطوير والابتكار ما تعليقك على ذلك؟

** أنا لست مع تلك التجارب التي تختصر من قالب السماعي وتبدل في الميزان الخاص به لتعود في النهاية لتطلق على تلك التجارب اسم سماعي، فأنا مع التجديد ضمن القالب وليس خارجه علماً بأن صاحب التجربة يمكن أن يطلق على تجربته ما يشاء من أسماء ومسميات تحسب له، وجل هذه التجارب يندرج في نطاق التأليف الحر “الفانتازيا”.

* هل توجد أسماء عربية للدرجات الموسيقية الحالية؟

** ورد في كتاب “الموسيقى الكبير للفارابي” المتوفى 950 م أسماء الدرجات وهي مبينة في الشكل (2) وكان أول ظهور للمصطلحات “الفارسية” للسلم “الموسيقي العربي” ضمن مخطوطة “درة التاج” “لقطب الدين الشيرازي” المتوفى عام 1330 أي في العهد “المغولي” الذي أعقب سقوط “بغداد” 1258م.

 

من almooftah

اترك تعليقاً