(الجنيه الفلسطيني وعصور الاحتلال)

عرف الفلسطينيون النقود منذ ما يقرب من حوالي 4000 عام , وكانت النقود عبارة عن كتلة من الفضة الغلف يطلق عليها اسم “الشقلة أو الوزنة ” والشقلة تعادل 11.46 جم .

وخلال حقبات ومراحل التاريخ المختلفة سيطرت العديد من الدول على أرض فلسطين منهم الفرس والرومان والعثمانيين والمماليك وغيرهم الكثير .

وقد سيطر الفرس على أرض فلسطين حوالي قرنين من الزمان وخلال فترة حكمهم كانت النقود المستخدمة تسمى “الداريق” وهي نقود ذهبية , وكذلك عملة فضية يطلق عليها “داروس” وشاع استخدام هذه النقود بجميع أنحاء قلسطين كعملة قانونية بينما قامت غزة بإصدار عملة خاصة بها في ذلك الوقت أُطلق عليها من قبل العلماء اسم النقود العربية الفينيقية .

أما اليونان بقيادة الإسكندر الأكبر إبان فترة حكمهم لفلسطين قاموا بسك نقود ذهبية خاصة بهم ظلت مستخدمة بقلسطين حوالي ربع قرن من الزمان وتسمى “ستيتر” ذات وحدات مختلفة منها “التترادارخما”، أي الأربع دارخمات، والدراخما، ونصف الدراخما كذلك تم سك عملات فضية بالإضافة إلى العملات البرونزية والنحاسية .

وهناك العديد من المدن الفلسطينية التي لها تاريخ في ضرب النقود مثل غزة ويافا وعسقلان وعكا فقد قامت غزة بضرب النقود منتصف القرن الثالث ق . م , أما عكا فقد ضربت بها النقود في عهد بطليموس الثاني وعسقلان يعود تاريخ النقود بها إلى عام 200 ق . م , بينما يافا تم ضرب النقود بها عام 251 ق . م .

وعندما سيطر الرومان بقيادة “بومبي” عام 63 ق . م على جميع الأراضي أصبحت فلسطين ولاية رومانية وقد انتعش اقتصادها وازدهر لدرجة كبيرة ونتيجة لهذا الازدهار قامت كل مدينة بسك نقودها الفضية، والنحاسية بعد أن يأذن لها الإمبراطور وذلك بشروط وهي أن توضع صورة الإمبراطور على وجه العملة أما الظهر فكانت الصورة تختلف باختلاف المدينة التابعة لها العملة , ومن أشهر مدن السك الفلسطينية رفح وغزة وانثيدون “مدينة غزة في العهد الروماني” ، عسقلان والطنطورة وعكا وبيت جبرين والقدس واللد وراس العين ويافا وطبيا وبيسان وسبسطية .

وبحلول عام 395 م انفصلت الإمبراطورية الرومانية الشرقية “البيزنطية” والرومانية الغربية وقامت الإمبراطورية البيزنطية بإلغاء دور المدن الفلسطينية في سك النقود وقامت بتوحيد القيمة على أساس الذهب وأصبح السويلدس الوحدة الأساسية “والذي قدر بـ 24 قيراطاً” وهكذا ظل استخدام النقود حتى عصر هرقل الذي ضرب الدراهم الفضية حتي العصر الإسلامي .

وفيما بعد تم فتح بلاد الشام على يد المسلمين وظلت جميع الأوضاع المالية السائدة كما هي إبان العصر البيزنطي .

ثم بدأ العصر الإسلامي ومن خلاله تمت أول مبادرة لسك النقود على يد سيف الله المسلول “خالد بن الوليد ” وذلك بمدينة طبريا سنة 15 : 16 هـ حيث قام بكتابة كلمة خالد بالحروف اليونانية وكتب عليها أبو سليمان وهي كنية خالد بن الوليد وذلك على إحدى وجهي العملة .

وقد تم ضرب النقود بعدة مدن فلسطينية وتأثرت معظمها بالنمط البيزنطي لذلك تم إطلاق لفظ مسكوكات عربية بيزنطية عليها , ثم فيما بعد تولى الخلافة عبد الملك بن مروان وقام بحملة تعديل في المسكوكات حيث قام بحذف العبارات والشارات المسيحية واستبدالها بكرات مستديرة حولها عبارات التوحيد وكذلك استبدل صور الأباطرة الرومان بصورته وبذلك أصبحت النقود إسلامية خالصة وخاصة النقود النحاسية والتي غلبت عليها عبارات التوحيد .

وفيما بعد جاء العصر العباسي وخلاله لم يطرأ على النقود سوى تغييرات طفيفة لا تكاد تذكر , وبقي الحال كما هو طوال فترة الحكم الإخشيدي والطولوني حتى عصر الفاطميين الذين أحدثوا تغييرا بالمسكوكات طبقاً لمعتقداتهم الدينية .

كما أنهم تميزوا بضرب النقود خلال المناسبات التذكارية ثم تعرض الفاطميون لغزو من السلاجقه وظل هذا الصراع قائم حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادى عند غزو الصليبيون للفاطميون .

وأثناء العصر الأيوبي والمملوكي انشغلت الدولة الأيوبية بمقاومة الصليبيين , لذلك ضربوا النقود في كل من القاهرة والإسكندرية عام 1169م وفي كل من دمشق وحلب وحماة أيام صلاح الدين الأيوبي , وهكذا ظل ضرب النقود الأيوبية , وبموت الملك توران شاه انتهت الدولة الأيوبية واختفى الذهب والفضة من الأسواق وقام الصليبيون باستيراده وسكوا منه نقوداً كما قاموا بتزييف النقود الأيوبية كوسيلة من وسائل تدمير الاقتصاد العسكري والسياسي .

وأثناء العصر المملوكي لم تختلف النقود المملوكية عن سابقتها، وفيما بعد بدأت الحقبة العثمانية 1516 : 1917 الذين استولوا على البلاد بعد انتصارهم على المماليك ولكن نقود العثمانيين خلت من الآيات القرآنية وحل محلها عبارات وألقاب خاصة بالسلاطين .

ونتيجة التوسع وكثرة الحروب التي خاضتها تعرضت الدولة العثمانية للأزمات الاقتصادية كما تعرضت نقودها للغش , وبعد الحرب العالمية الأولى قامت تركيا بإصدار نقد ورقي غير قابل للاستبدال وهو ما جعل الفلسطينيين يعانون الأمرين حيث إن قيمة هذا النقود كانت تختلف من قرية إلى أخرى وبذلك أصبحت العملات الأجنبية هي النقد السائد في المدن الفلسطينية .

النقد الفلسطيني ووعد بلفور

بعد إعلان وعد بلفور وإعطاء الحق لليهود بالاستيطان في فلسطين دخل البريطانيون بعد هزيمة الأتراك جالبين معهم النقود المصرية، ومعلنين أنها نقد قانوني وعملة رسمية بجانب النقد العثماني والنقد البريطاني , وبعدما احتلت بريطانيا فلسطين بالكامل أصدرت أوامر بعدم التعامل بالنقد العثماني على أن يتم التعامل بالعملة المصرية والجنيه الذهبي الإنجليزي .

وهكذا استمر التعامل بالنقد المصري , وفيما بعد قام المندوب السامي البريطاني باقتراح تشكيل لجنة للبت في نظام للنقد تكونت من أربعة مديرين مصارف أجنبية وثلاثة من موظفي الحكومة واثنين من العرب تقوم سلطة الانتداب بتعينهما وثلاثة يهود ترشحهم اللجنة الصهيونية وبالفعل قامت اللجنة بعملها وفي فبراير 1927 تم إصدار مرسوم النقد الفلسطيني والذي بموجبه سوف يتم الكتابة على النقد الفلسطيني بثلاث لغات “العربية والإنجليزية والعبرية” وسوف يضرب هذا النقد بمدينة لندن.

أما النقود الفلسطينية التي تم طرحها بالأسواق كانت على نوعين وهما مسكوكات معدنية وأخرى ورقية ، وضعت جميع تصاميمها بمعرفة الإنجليز وتم ضربها بمدينة لندن , وتم تقسيم الجنيه الفلسطيني إلى 1000 مليم.

كما ظهرت فئات 1 مليم , 2 مليم , 5 مليم “تعريفة” – 10 مليم “القرش” , 20 مليم “قرشان” , وجميعها من النيكل والبرونز , 50 مليماً “شلن” , 100 مليم “البريزة” وكلاهما من الفضة .

ثم قام الشعب الفلسطيني باستبدال العملة المصرية التي لديه بالجنية الفلسطيني الجديد بواقع 97.5 قرشا لكل جنيه فلسطيني مما خلق أزمة اقتصادية وضاعف من مرارة الفلسطينيين وشكواهم , وبلغ حجم النقود المصرية التي تم استبدالها حوالي 2 مليون جنيه

..

فلسطين

 

 

العملات الفلسطينية المعدنية تتكون من فئة 1 مل إلى 100 مل

 

عدد القطع للمجموعة الكاملة 59 قطعة

 

1 مل

 

(برونز)

 

3.23 جم – 21 مم

 

1927 – 1935 – 1937 – 1939 – 1940

 

1941 – 1942 – 1943 – 1944 – 1946

 

هناك عملة 1 مل سنة 1947 ويُقال أنها نادرة وسعرها يتجاوز 15 ألف دولار ولكنى لم أراها فى أى مزاد أو موقع متخصص للعملات الفلسطينية على مستوى العالم

 

من almooftah

اترك تعليقاً