Ali kanaan ( شموع )

ميشيل يوجين شيفرويل
Michel Euge’ne Chevreul– وُلِد: 1786؛ تُوفي: 1889 (فرنسيّ)
تُعتبر المُساهمة التي قدّمها شيفرويل للعِلم والفنّ كبيرةً امتدّت طوال حياته. كان شيفرويل عالمَ كيمياء، أوصلتُه مبادئ عمله العِلميّ مباشرةً إلى تطبيقها العمليّ في الفنّ وفي الحياة اليوميّة. عاشَ شيفرويل في فترةٍ مضطربة من التاريخ الفرنسيّ، بدءًا بالثورة الفرنسيّة، التي شَهِدَ فيها وهو ولا يزال ولدًا عمَلَ المِقصلة، وصولاً لبناء برج إيفل في أيّامه الأخيرة. يتطرّق العمل الكيميائيّ المعروف لدى شيفرويل إلى فهمِ خاصيّة الدهون الحيوانيّة. كانت الأهميّة الكبيرة للدهون الحيوانيّة معروفةً في ذلك الوقت، حيث شكّلت الأساسَ في صُنع الصابون والشّمع. بيّنَ شيفرويل أنّ الدهون مركّبة من غليسيرول بإضافة أحماض دهنيّة – في الأساس، حمض الستياريك، حمض التمر وحمض الدهن. لاحظَ أنّ “تحويل الدهن الحيوانيّ إلى صابون”، عمليّة صُنع الصابون، يستدعي فصل أحماض الدهن عن الغليسيرول، وتحويل هذه المواد الحمضيّة إلى أملاح طعام. أدّت هذه الرؤية إلى إجراءِ تحسينٍ فوريٍّ لعمليّة صُنع الصابون. لعلّ المُساهمة الكبرى لديه كانت اكتشافُه (المُسجَّل كبراءة اختراع) أنّ في الإمكان صُنع الشمع بجودةٍ أعلى باستخدام الأحماض الدهنيّة. كان يتم صُنع الشمع في تلك الفترة من الوَدَك (مادّة دهنيّة حيوانيّة). كان الشمعُ خفيفًا، يُطلق رائحةً سيّئة ودخانًا، ولا يمكن استعماله بشكلٍ مطمئنّ، كما أنّ نورَها كان ضعيفًا. بما أنّ الشمعَ شكّلَ في ذلك الوقت مصدرَ النور المركزيّ الصناعيّ في العالم المتحضّر، فإنّ اكتشاف شمعٍ بجودةٍ عالية جلب لشيفرويل تقديرًا وتمويلاً كبيريْن.
كان عملُ شيفرويل في موضوع الدهون جزءًا من تكريس نفسه لكيمياء “الموادّ الطبيعيّة”. يُعتبر شيفرويل واحدًا من الآباء المؤسِّسين لـ”الكيمياء العضويّة”. قاده هذا الميل البحثيّ، أيضًا، إلى البحث في السكريّات، وفي عام 1815، نجح شيفرويل بعزل السكّر الذي في مدرّ البول لدى أحد مرضى السكّريّ، لكي يثبت أنّه مطابقٌ لسُكر “العنب”. كانت تلك الخطوة الأولى في سبيل الاعتراف بالسكريّ كمرضِ تبادِل موادّ (أيْض) خاصٍّ بالسُّكَّر، ولكن كان يجب أن تمرّ مائة سنةٍ لفهمِ المُشكلة بعُمق.
إنّ عملَ شيفرويل على مجموعةٍ أخرى من المواد العضويّة، الصِّباغ، أدّى إلى ترقيته عام 1824 لمنصب مدير مصنع صِباغ سجاجيد الجدران المطرّزة الخاصّ بشركة “غوبلين” في باريس، مُصنِّعة سجاجيد الجدران الأشهر في العالم. كانت إحدى المشاكل المركزيّة التي اضطرّ شيفرويل إلى التعامل معها هي اختلافات الصِّباغ التي كان يُمكن تمييزها، في بعض الأحيان، لدى غزل صوفِ سجّادة الجدار. بالفعل، كان جزءٌ من المشكلة يتعلّق ببهتان الألوان، الأمر الذي تعامل معه شيفرويل من ناحيةٍ كيميائيّة. بينما لم تكن للجزء الآخر من المشكلة علاقةٌ ببهتان اللون، وإنما بالتغير الإدراكيّ الذي أثّرَ على التنوّع بفعلِ التناقض الناتج بينه وبين الألوان القريبة منه. إنّ هذا الاكتشاف الهامّ، الذي أطلق عليه اسم “تناقض متزامن”، جعلَ شيفرويل يطوّر نظريّة الألوان التي أثّرت بصورة بعيدة المدى على عالم الفنّ. تبدأ النظريّة بملاحظةٍ مفادُها أنّ جهازَنا البصريّ مُصمَّم لأن يُعنى بشكلٍ خاصٍّ بالأطراف والخطوط المُحيطة بالصورة، حيث يُعتبر ذلك جوهريًّا جدًّا في تمييز الحيوانات، الوجوه والأغراض. بكلماتٍ أخرى، عندما تضمّ مساحةٌ ما لونًا رماديًّا غامقًا ولونًا رماديًّا فاتحًا يفصل بينهما حدٌّ مشترَك، فإنّ القسم الذي لونه رماديٌّ فاتح والمُجاوِر للحدّ، سيبدو أفتح لونًا، والقسم الذي لونه رماديٌّ غامق سيبدو داكنًا أكثر، (تأثير “المقطع الملائم”)، وهذا ما يحدث عندما يكون الحدّ نفسُه بارزًا للعيان.
بالنسبة للون، إنّ كلّ لونٍ يدفعُ اللون المجاوِرَ إلى “الخارج”، أي، نحو اللون الذي يُلائمه، اللون الذي يُناقضه أكثر من غيره. يُمكن تصوّر الألوان المُلائمة لـ”تصوّراتٍ لاحقة”. إذا ركّزنا نظرنا على المربع الأصفر الفاتح لدقيقةٍ واحدة، وبعدها حوّلنا نظرنا إلى جدارٍ أبيض، فسيظهر لنا مُربّعٌ أزرق (غير واضح تمامًا)، والعكس. معنى ذلك أنّ الإطار الأصفر لصورةٍ زرقاء-خضراء تُحوّل الصورة إلى زرقاء أكثر ممّا هي عليه في الواقع (والإطارَ إلى أكثر احمرارًا). استعان الفنّانون بهذا المبدأ، ربّما دون صياغته، منذ الأزمنة القديمة – سواء من حيث استخدام الألوان القريبة من اختلاف اللون، وربما في ضوء أنّ معرفة الحدود الأكثر حِدّة، والتي تُعتبر، لذلك، أكثر “عدائيّةً”، هي الحدود القائمة بين الألوان
المتلائمة. ظهرت حِدّة التناقض هذه، أيضًا، في قول الشاعر:
اندفع الآشوريّون نحونا كالذئب في القطيع،
وكانت جماعتُها تتلألأُ بالبنفسج والذهب؛
(بايرون)
(أو ربما كان مصمّمو ملابس الآشوريّين هم الواعين لهذه الفكرة؟)

إنّ المجالات المتنوّعة التي أثارت اهتمام شيفرويل قادته إلى بحث عِصيِّ الفحص (العِصيّ التي على شكل Yالمُستخدَمة في تحديد المياه الجوفيّة)؛ إلى مواجهة التزوير باستخدام الروحانيّات (رغم أنّه بقيَ كاثوليكيًّا مُؤمنًا)؛ وفي النهاية، ومع اقتراب عُمره من 100 عامّ، اهتمَّ شيفرويل ببحث عِلم نَفس الشيخوخة. توفي شيفرويل وعمرُه 102، ولكنّه لم يتقاعد يومًا واحدًا.

ــــــــــــــــــــــــــ

قصة الشمعة عبر التاريخ
عمر مهملات
منذ أن تم اختراع الشمعة دخلت في المعتقدات الشعبية والأعراف الاجتماعية من أفراح وأحزان واكتسبت مكانة خاصة لأنها تضيء المساجد والكنائس والمقابر إلى جانب استعمالها في الإنارة
وأصبحت في أيامنا هذه بعد توالي انقطاع التيار الكهربائي حاجة أساسية ولهذا نشطت صناعة هذه المادة وتعددت أشكالها وألوانها وموادها ليتم استعمالها حسب المناسبات الاجتماعية وقد اعتمدنا على بعض المصادر والمواقع لتقديم لمحة عن تطور اختراع الشمعة وتطور موادها وأشكالها عبر التاريخ .‏
بالرغم من أن تاريخ الشموع غير مؤرخ إلا انه يعتقد بأن المصريين القدماء أنتجوا أولى الشموع وذلك بغمرعيدان نبات البردي في دهن الحيوانات في كندا العليا( مقاطعة أونتاريو الكندية حاليا) بالإضافة إلى مواقد التدفئة استخدمت الشموع للإضاءة لعدة قرون وبقيت من الحاجيات الضرورية للبيت لحين استخدام المصابيح الضوئية عام 1879.‏
شموع دهن رأس الحوت‏
في عام 1820 و 1830 استخدم الاهالي نوعاً آخر من الشموع المستوردة من انكلترا،غالية الثمن أيضا لكنها امتازت بإضاءتها الشديدة .‏
شموع البارافين‏
في عام 1850 تم انتاج شموع اكثر جودة وذلك بإضافة حوامض دهنية إلى شمع البارافين،‏
امتازت هذه الشموع بلهب صافٍ يسير.‏
تميزت هذه الشموع بلهبها النقي العديم الدخان والرائحة. يتميز شمع النحل بدرجة ذوبانه العالية (64) درجة مئوية لذلك فهذه الشموع تحترق لفترة أطول‏
كيف كانت تصنع الشموع ؟‏
في الخريف كانت النسوة وبمساعدة الأطفال يصنعن الشموع لجميع أيام السنة بمعدل 500 شمعة.‏
كانت صناعة الشموع من الاعمال المنزلية التي يكرهها الصغار خاصة بسبب الحرارة والروائح الكريهة المتخلفة من غليان الشحوم‏
تبدأ العملية بربط مجموعة من الفتائل في عود خشبي ومن ثم غمرها في مرجل مملوء بالشحم الذائب.‏
تترك في الهواء الطلق قليلا وتعاد العملية لحين الحصول على الثخن المطلوب للشمعة من الأشياء المهمة التي يجب تذكرها أثناء عملية غطس الفتائل في الشحم هي البطء لأن الغطس السريع يؤدي الى إنتاج شموع هشة سهلة الكسر.‏
تحتاج كل شمعة حوالي 40-50 غطسة و يجب بعد ذلك تعديل الشموع للحفاظ على استقامتها.‏
عندما توفرت القوالب اصبحت صناعة الشموع عملية أبسط حيث يسكب الشمع الحار في القالب الحاوي على الفتيلة ويترك ليجمد بعد استخدام الفوانيس النفطية والمصابيح الضوئية أصبحت صناعة الشموع تمارس كهواية أثناء أوقات الفراغ وتعد صناعة الشموع من الصناعات البسيطة التي يسهل تعلمها والابداع والابتكار فيها ولم تقتصر كفن على مجموعة محددة بل أصبح بالإمكان الان إنتاج أشكال جميلة في المنازل لمن يهوى هذا الفن ويمارسه .‏
نظراً لتوفر الخامات ورخص أسعارها ورغم تطور وسائل الإضاءة الحديثة وتنوعها، إلا أن الشمعة تظل الأجمل والأغنى لمناسباتنا الخاصة التي نزين بها أيامنا وأفراحنا، فلا الأضواء الملونة والكهرباء المشعة قادرة على خلق حالة الألفة التي تخلقها الشمعة، وهي وسيلة إنارة قديمة ورغم قدمها مازالت تشع في كل مناسبة فرح وفي كل بيت يتوج مولد أبنائه، وفي حين الحاجة للإنارة إذا حدث وخذلتنا الإنارة الحديثة.‏
وقصة الشمعة قديمة‏
كان إشعال الشموع نوع من الترف .. هكذا كان يعد استخدام الشمع في الإضاءة قديما ؛ لارتفاع ثمنه، ولاعتياد الناس على تقديمه أو حمله في المواكب والاحتفالات.‏
وكان يباع بالوزن، واشتهرت اصبهان بإنتاجه، وكانت تحمل في جملة خراجها السنوي إلى السلطان ألف رطل منه.‏
وكانت الشموع تُصنع حسب حاجة المشترين طولاً وضخامة ووزناً، كما تنوعت أنواعها وتلوّنت بألوان شتّى.‏
وكان للشموع أنوار كالمصابيح والقناديل تجمعها مجموعة في إطار واحد أو اثنين أو ثلاثة. وتثبّت الشموع فيها بأشواك أو بركائز، ويمكن في هذه الحالة تعليقها في المعابد وغرف القصور.‏
أما الشموع المحمولة فكانت تحتاج إلى الشَّمعِدان التي تمتدّ من الوعاء الصغير الذي يحمل شمعة واحدة إلى الشمّعدان ذي الفروع المتعددة، وكان الشمعدان يصنع من الحديد والنحاس والبرونز والذهب والفضة، كما أنها كانت تصنع من الخزف.‏
بَيْد أن الإضاءة بالشموع لم تكن بعد قد شاعت، فكانت مجالس الخلفاء والكبراء والطبقة الميسورة وليالي المساجد الكبيرة هي التي تضاء بالشموع منذ العصر الأموي، لأنه يكلف أضعاف الأسرجة.‏
غير أن استخدام الشمع انتشر وزاد بعد ذلك في جميع أنحاء العالم الإسلامي من المشرق إلى الأندلس، بعد أن كثرت وتنوعت صناعته منذ أواخر القرن الثاني.‏
وكان التجار الصغار والميسورون يجدونه بسهولة ويستخدمونه بسبب كثرة استيراده، حتّى صارت له أسواق خاصة في المدن الإسلامية كسوق الشمّاعين في القاهرة، وكان يباع فيه في كل ليلة من الشمع بمال جزيل.‏
وكان شهر رمضان موسماً عظيماً فيه؛ لكثرة ما يُشترى ويُكترى من الشموع الموكبية التي تَزِن الواحدة منها عشرة أرطال فما دونها من المزهّرات العجيبة الزيّ المليحة الصنعة، ومن الشمع الذي يُحمل على العِجل ويبلغ وزن الواحدة منها عشرة أرطال وما فوق ذلك.‏
وكانت الأسواق تؤمر بإيقاد الشموع في الاحتفالات السلطانية؛ فقد أمر الحاكم الناس بالوَقيد سنة 394هـ فتزايدوا فيه في الشوارع والأزقة، وزُيّنت الأسواق والقياسر بأنواع الزينة، وأوقدوا الشموع الكبيرة طول الليل، وكثر وقود المصابيح في الشوارع والطرقات، وأمر الناس بالاستكثار منها وبكنس الطرقات وحفر الموارد وتنظيفها.‏
جاء في كتاب الوقوف الذي وقفه الحاكم على الجامع الأزهر سنة 400هـ وجامع المقس والجامع الحاكمي ودار العلم فيما يتعلق الإضاءة وحدها 7 دنانير ثمن نصف قنطار شمع ودينار واحد ثمن مشاقة لسراج القناديل وربع دينار ثمن ملح للقناديل.‏
وكانت نفقات الإنارة في مسجد بغداد في القرن الخامس في شهر رمضان ثلاثة دنانير وثلثاً.‏
ويظهر من هذا كله أن تكاليف الإضاءة بالشمع لم تكن مرتفعة، فقد بلغ ثمن القنطار منه سنة 545هـ حسب بعض المصادر ما بين 17 ـ 19 ديناراً، وبلغ في بعض المصادر الأخرى عشرين ديناراً، وباع شمّاع في تلك السنة خمسة أرطال بسعر يتراوح بين دينار ودينار ونصف الدينار.‏
والمقريزي يؤكد أن ثمن عشرة أرطال شمع زمن المعزّ دينار ونصف الدينار، أي حوالي ثلاثين درهماً.‏
وحين كان سعره يزيد ـ كما في أول وزارة ابن الفرات ـ قيراطاً من الذهب، فهذا يعني حسب البلاد درهماً واحداً وبعض الدرهم أو أقل من ذلك.‏
وهكذا كانت الإضاءة بالشموع متوفرة وممكنة، وبخاصة لذوي البسطة واليسار.‏

من almooftah

اترك تعليقاً