لانا أطماجه … إبداع في زمن الرماد …
رغم صغر تجربتها الذي فرضته سنين عمرها استطاعت الفنانة التشكيلية الشابة لانا أطماجه أن تفرض نفسها كواعدة متألقة في سماء الفن التشكيلي ..
ليس في سوريا فقط بل يرى الكثير ممن يتابعها أنه سيكون للشابة أطماجه بصمتها الفنية على المستويين الإقليمي وربما .. العالمي أيضا …
تُبرع الفنانة الواعدة لانا أطماجه بواحد من أصعب أنواع الرسم التشكيلي الكلاسيكي والذي يحاول نخبة الفنانين في العالم تجنبه ،
هو رسم البورتريه ، أي رسم الأشخاص ، ويعرّف هذا الفن بأنه فن الصورة و النحت والتمثيل الفني أو غيره مما يجسد الأشخاص و حتى إلى تصوير مزاج ذلك الشخص ، للوصول إلى قناعة تبادلية عن درجة الشبه بين العمل المقدم وتلك الشخصية الواقعية .
– بروح وقادة وتحد الواثق من قدراته تحدثت ميراي لانا أطماجه ذات الثمانية عشر ربيعا عن تجربتها الفنية قائلة :
بدأت منذ سنوات طفولتي الأولى أعي عشقي للرسم ، كنت أجسد كل ما تراه عيني وأحرص على الاتقان وبدأت أسمع عبارات التشجيع والمديح مما ساهم بتفجير موهبتي الفطرية للرسم بلا أي دراسة أو حتى مساعدة حقيقية في تلك المرحلة ، ومع مرور الأيام والمزيد من ممارسة الرسم و الاطلاع على الأعمال الفنية ومدارسها المتنوعة طويت بخطوات واسعة الكثير من أصول ومهارات الرسم وتقنيات استخدام الألوان لتأت بعدها مرحلة هامة في رحلتي مع الرسم حيث تلقيت أهم المعارف الأكاديمية وصقل للموهبة في فن الرسم على يد مدرسين مختصين و بتشجيع غير محدود من أسرتي الذين آمنوا بموهبتي ،
والآن بعد نجاحي بتفوق في الثانوية العامة اخترت أن أواصل حياتي مع هوايتي وخضت اختبار القبول إلى كلية الفنون الجميله و التطبيقيه بحلب و نلت المركز الأول على كافة المتقدمين و من الأوائل على دفعتي في سنتي الدراسية الأولى .
عادة ما أتعرض لسؤال عن سر اختياري لفن رسم البورتريه ، وهو من الفنون الكلاسيكية الصعبة ، في حين يتجه أغلب جيل الشباب إلى مدارس الفن التشكيلي الحديثة : اعتقد أن فن البورتريه هو من أصعب الفنون ويصنف من أنواع الرسم المعقدة ويحتاج إلى تقنيات دقيقة ومتقنة لاعتماده على تقديم الأشخاص عبر ملامح الوجه وهو فن رسم الشخصية من وجهة نظر الرسام الخاصة مما يفتح آفاقا من القبول أو الرفض والنقد ، و أعتقد إن من يتقن رسم البورتريه يمكنه استيعاب باقي المدارس الفنية .
أما عن اختياري للأشخاص الذين أرسمهم بأعمالي
فأنا أتبع ما يحاكي قناعاتي الخاصة تحفزها محبتي لبطل العمل ، فكل من رسمتهم لهم موقعهم في وجداني ، أو قاموا بأعمال نالت حيزا من تفكيري أو فجرت لدي شيء من مكنوناتي ، وما من شك أن الحرب التي يفتعلها أعداء الإنسانية على بلدي سوريا تأثير مباشر على تفكيري هذه الحرب التي نعيشها منذ خمس سنوات ، أي منذ كان عمري / 13 / عاما وأنا في خضم التطورات اليومية من المآسي والآلام ، لا يمكن إلا أن تترك بصماتها على أعمالي ،
وهنا ولأول مرة خرجت عن نمطي الفني برسم لوحة الشهيد التي أردت فيها توثيق أقسى موقف وأصعب لحظة من الألم والذي تتجسد بأم الشهيد …..
خلال سنوات دراستي الابتدائية شاركت بالعديد من المعارض المدرسية ، كما شاركت بمعرض الأطفال في تلك الفترة برعاية السيد محافظ حلب و حضور وزير التربيه و التعليم ، وأقمت منذ حوالي السنة معرضي الشخصي الأول بإشراف كليه الفنون الجميلة في حلب ومنذ حوالي تسعة اشهر أقمت معرضي الشخصي الثاني تفاصيل ، وعام /2008/ نالت لوحتي المركز الأول بمسابقة لرسم أفضل لوحة إعلانية أقامتها إحدى شركات القطاع الخاص على مستوى القطر ، كما أجرت قناة سما الفضائية لقاءا مباشرا معي خلال المعرض المذكور و مقابلة أخرى عبر إذاعة
سورية محلية ولقاء مباشر عبر الهاتف مع قناة الكرمة الفضائية الامريكية الناطقة باللغة العربية .
حاورها محمود جمعة
