http://wehda.alwehda.gov.sy/sites/default/files/images/news/

صعوبة التعلم عند الاطفال….مشكلة تتطلب تدخل اختصاصيين
العدد:
8644
التاريخ:
الخميس, 7 نيسان, 2016
الكاتب:
رنا ياسين غانم

بما  أن العلم هو الشمعة التي تضيئ درب أطفالنا والسبيل لمستقبل مشرق ، أردنا تسليط الضوء على صعوبة التعلم عند الأطفال أسبابه وطرق علاجه . في لقاء مع الدكتورة عبير حاتم (جامعة تشرين – دكتوراه في علم النفس)

ماهي صعوبة التعلم عند الاطفال؟

صعوبات التعلم هي مجموعة محددة من المشكلات يعاني منها الأطفال أثناء عملية التعلم ، تعيق الطفل عن تعلم أو استخدام إحدى المهارات التعليمية، كالقراءة، الكتابة، العمليات الحسابية، ويفترض أن تكون ناتجة عن عوامل عصبية تتدخل في نمو القدرات اللفظية وغير اللفظية.

ما هي العلامات التي تظهر عند الطفل الذي يعاني من صعوبة التعلم؟

لم تحدد الدراسات والأبحاث في هذا المجال علامات معينة تكشف صعوبات التعلم.

بيد أنّه قد تم تحديد عدد من المؤشرات التي تدل مجتمعة أو منفردة ، في حال لاحظها المربون على الطفل، على أنه قد يواجه صعوبات في التعلم.

ومن هذه المؤشرات: (مشاكل في تعلم الأبجدية، نظم الكلمات، أو الربط بين الحرف وطريقة نطقه, تكرار الأخطاء عند القراءة الجهورية, أو الوقوف كثيراً في الكلمات, القراءة دون فهم, سوء الخط وعدم وضوحه، أو الإمساك بالقلم بشكل غريب, تأخر في تعلم اللغة «نطق الكلام» مع عدد محدود من المفردات, صعوبة في تحديد الاتجاهات المختلفة, الخلط بين الكلمات المتشابهة, الخلط بين الرموز الحسابية المختلفة ، وعدم القدرة على قراءة الأرقام, صعوبة في كيفية البدء بمهمةٍ ما أو كيفية الاستمرار فيها.

بأي عمر يمكن ملاحظة معاناة الطفل منها؟

تبدو مظاهر صعوبات التعلم بوضوح بين (4-15) سنة، ويمكن ملاحظتها أولاً مع بداية ملاحظة مظاهر «عملية» التعلم عند الطفل، أي في  عمر الروضة والمدرسة حيث تبدأ عملية اكتساب المفاهيم «الأساسية» في عمر أربع سنوات، وتظهر اللغة في عمر الروضة، ويبدأ الطفل في تعلّم القراءة والكتابة والعمليات الحسابيّة في عمر المدرسة. وتتجلى في مظاهر متعددة حتى عمر 15سنة.

ما مدى تأثير البيئة والغذاء والوراثة؟

إن النظرية الحديثة عن صعوبات التعلم توضح أن هذا الاضطراب يحدث بسبب خلل في التركيب البنائي والوظيفي للمخ, وهناك بعض العلماء الذين يعتقدون بأن الخلل يحدث قبل الولادة وأثناء الحمل, وتختلف عوامل ظهوره, فبالإضافة إلى العيوب في نمو مخ الجنين  والعيوب الوراثية، هناك تأثير عوامل (التدخين، الخمور، بعض أنواع العقاقير وسوء التغذية) التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل و الولادة, وسوء التغذية الذي يتعرض له الطفل أثناء سنوات حياته الأولى فيؤثر في مسألة اكتسابه لمهارات التعلم الأساسية, كما تؤثر مسألة تلوث البيئة في ظهور صعوبات التعلم إذ يستمر المخ في إنتاج خلايا عصبية جديدة وشبكات عصبية لمدة عام أو أكثر بعد الولادة، و تكون لهذه الخلايا معرضة لبعض التفكك والتمزق أيضا.

ونجد تداخلاً بين أثر كل من الوراثة والبيئة في حدوث هذا الاضطراب، فنلاحظ  أن اضطراب التعلم يحدث دائما في بعض الأسر ويكثر انتشاره بين الأقارب من الدرجة الأولى عنه بين عامة الناس، فيعتقد أن له أساساً جينياً – وراثياً, وما يفسر هذا الأمر هو أن الأطفال الذين يفتقدون بعض المهارات المطلوبة للقراءة مثل سماع الأصوات المميزة والمفصلة للكلمات ، يكون أحد آبائهم يعاني من مشكلة مماثلة, وهناك تفسيرٌ آخر عن أسباب انتشار صعوبات التعلم في بعض الأسر، منها : أن صعوبات التعلم تحدث أساسا بسبب المناخ الأسري, فالآباء الذين يعانون من اضطراب التعبير اللغوي تكون قدرتهم على التحدث مع أبنائهم أقل أو تكون اللغة التي يستخدمونها مشوهة وغير مفهومة، وفي هذه الحالة فإن الطفل يفتقد النموذج الجيد أو الصالح للتعلم واكتساب اللغة ولذلك يبدو وكأنه يعاني من إعاقة التعلم رغم عدم وجود سبب وظيفي لذلك.

النظام التعليمي الموجود في المدرسة بني على أساس التعامل مع فئة معينة من الأطفال وإهمال باقي الفئات؟

في بعض الاضطرابات كما هي الحال في صعوبات التعلم يكون الدمج صعباً مع الأطفال العاديين في المدارس بل مستحيلاً, أي أن النظام التعليمي لا يمكن أن يتعامل مع ذوي صعوبات التعلم وفق الأسس نفسها التي يتعامل بها مع العاديين, لذلك يجب إنشاء مراكز خاصة تتبع نظاماً تعليمياً خاصاً يتوافق مع الحاجات الخاصة لذوي صعوبات التعلم, وللأسف هذا لم يتحقق في بلدنا حتى الآن.

بما أن الوالدين هما الحلقة الأساسية دائما فما دورهما؟

تبدأ مسؤولية الأهل منذ فترة الحمل، إذ يجب الحرص على صحة الأم الحامل نفسياً وجسدياً. كما يجب ابتعادها عن التدخين والاهتمام بغذائها. ثم العناية بالطفل بعد الولادة من حيث التغذية والسلامة، ومراقبة الطفل واللجوء إلى المختصين عند ملاحظة أيٍّ من مؤشرات الاضطراب لأن تشخيص حالة الطفل المصاب ينبغي أن تتم تحت إشراف الأخصائيين النفسيين، وكلما كان التشخيص مبكراً، كلما تمكنا من التعامل بشكل أفضل مع الطفل، وتجنبنا الكثير من سوء الفهم.

كما يجب تخطيط برنامج تعليمي خاص مناسب لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها، ويكون ذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمدرسة والأسرة.

أخيراً ما هو الأسلوب الأصح للتعامل مع هؤلاء الاطفال؟

أولاً يجب الانتباه إلى أن اضطراب صعوبات التعلم لا يعني انخفاضاً في مستوى الذكاء. ومن الخطأ نعت ذوي صعوبات التعلم بالغباء. وكما ورد أعلاه، علينا اللجوء إلى المختصين النفسيين (المختصين في مجال التربية الخاصة، وفي مجال علم نفس ذوي الحاجات الخاصة)، وذلك عند ملاحظة أيٍّ من مؤشرات الاضطراب. كما يجب تخطيط برنامج تعليمي خاص مناسب لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها.

تؤثر صعوبات التعلم على الحياة ككل، ولذلك يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملاً لكل نواحي التعلم، و بتنسيق تام بين الأخصائي النفسي والأسرة والمدرسة.

من almooftah

اترك تعليقاً