• ختام الموسم الثاني لبرنامج «البيت» حفل بالمفاجآت. تصوير: أحمد عرديتي
  • حمدان بن محمد يثري ختام «البيت» بـ «أبيات» ومتــابعة داخل الاستوديو

    الشراري والحـربي.. تقاسم سعودي لمليوني «الشــطر والصورة»

    محمد عبد المقصود – دبي

فاجأ سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، متنافسي الجولة الختامية من برنامج «البيت» الشعري، الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، مساء أول من أمس، بحضور سموه لمتابعة أجواء المنافسات من داخل الاستوديو، وهي الجولة التي شهدها أيضاً كل من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم.

وألقى سمو الشيخ حمدان بن محمد أبياتاً عكست إشادة سموه وثناءه على المستوى الفني الذي ظهر عليه محتوى البرنامج، وقدمه المشاركون فيه خلال الحلقات السابقة؛ والحثّ على أن تكون مشاركاتهم محمّلة بأثقال الإبداع من معنى رصين وأسلوب جزيل.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/268857.jpg


مبادرة سنوية

أكد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، أن برنامج «البيت» أضحى بمثابة مبادرة سنوية تبقى معها القصيدة النبطية ومبدعوها وجمهورها، على موعد مع تجدد الألق، وزخم متواصل، ومفاجآت تحفز الإبداع، لافتاً إلى أن البرنامج تم تثبيت موعد انطلاقته بدءاً من شهر أكتوبر من كل عام.

وكشف بن دلموك لـ«الإمارات اليوم» أن الصيغة الأساسية للبرنامج ستظل ثابتة، سواء من حيث اعتماد مسابقتين رئيسيتين هما «الشطر»، و«نبض الصورة»، أو اللجوء إلى لجنتي تحكيم متخصصة لحسم المنافسات، وغيرها، لافتاً إلى أنه لا نية لأن ينتهج البيت نمط الـ«توك شو» السائد، والدفع بجمهور في الاستوديو، معتبراً أن هذه الصيغة لا تناسب الأجواء الإبداعية لـ«البيت».

وأشار إلى أن هناك جهداً تقنياً كبيراً يبذل من أجل استيعاب كثافة المشاركات الشعرية، مضيفاً «يكفي الإشارة إلى أن أول 30 دقيقة من فتح باب المنافسة شهدت مشاركة 5000 شخص عبر (تويتر)».

كما قام سموه بمداخلة معلقاً على جانب من جماليات الصور الخيالية لإحدى الصور الفوتوغرافية التي كانت موضعاً لمنافسة شعرية تعكس مضمونها، عبر مسابقة نبض الصورة التي تبحث عن أجمل الأبيات التي يتمكن المشاركون من صياغتها في فضاء بعض الصور المميزة التي التقطها سموه.

وفرض الإيقاع السريع نفسه على فعاليات الجولة الختامية، إذ تم انتخاب سبع مشاركات في مسابقتي «نبض الصورة» و«الشطر»، قبل أن يقوم سمو الشيخ منصور بن محمد بتتويج كل من الشاعر متعب الشراري، من السعودية، بلقب شاعر نبض الصورة، والشاعر يزيد مشعل الحربي من السعودية، بلقب شاعر راعي الشطر، وهو ما يؤهلهما فعلياً للحصول على الجائزة المالية الكبرى للبرنامج، وقدرها مليون درهم لكل منهما.

وقدم البرنامج صورة مغايرة لإبداع القصيدة النبطية على مدار 13 حلقة متتالية، رصدتها جميعاً «الإمارات اليوم»، وعايشت كواليس تصويرها في مدينة دبي للاستوديهات، ونقلتها للمشاهدين على الهواء مباشرة قناة سما دبي الفضائية.

وأكد مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد البستكي، الذي يقوم بجهود الإشراف العام على المحتوى الشعري للبرنامج، أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أثنى على المستوى التنظيمي والفني الذي ظهر عليه «البيت» على مدار حلقاته، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أن سمو الشيخ حمدان بن محمد، وهو الداعم الأول للبرنامج، تابع جميع حلقاته، وكانت له باستمرار توجيهات أسهمت في حالة الألق والتميز التي ظهر عليها الموسم الثاني منه.

وانطلقت الحلقة بشكل مغاير لما جرت عليه العادة في الحلقات السابقة، إذ بدأت بتقرير مصور عن لجان التحكيم، تمنوا من خلالها التوفيق للمتسابقين، وأكدوا أن حامل لقب كل من مسابقة نبض الصورة أو الشطر هو شاعر مبدع، يدرك أبعاد الشطر والصورة وغاية كل منهما بكل عناصرهما المتفاعلة والمتمازجة.

وبناء على ترشيحات شعراء لجنة التحكيم اختير سبعة متأهلين إلى المرحلة الختامية للمنافسة، بعد أن تأهل بشكل تلقائي أصحاب الأبيات التي فاز مبدع كل منها بالجائزة الأولى في كل حلقة من الحلقات الـ12 السابقة في مسابقة نبض الصورة، وجاء من بينهم بيت الشاعرة السعودية مرام القحطاني، لتؤكد حضور الإبداع الأنثوي لأول مرة في هذه المنافسة الختامية.

المنافسة على الهواء مباشرة بين المتنافسين السبعة جاءت حول إبداع بيت من وحي صورة تم الكشف عنها للمرة الأولى، ملتقطة بعدسة سمو الشيخ حمدان بن محمد لبرج العرب وقت الغروب، وتم منح المتسابقين مساحة زمنية قدرها 20 دقيقة فقط، لصياغة بيت شعري يبرز الموهبة الشعرية لكل منهم. وبعد اتباع طريقة تحكيم سرية، لا تجعل المحكمين على دراية بهوية المبدع، أسفرت المنافسة عن حصول الشاعر متعب الشراري على أعلى نسبة تصويت من لجنة التحكيم، ليصبح فارس «نبض الصورة» في الموسم الثاني لـ«البيت».

وقام الشعراء المحكمون كذلك بانتخاب أفضل سبع مشاركات من بين الشطر الـ12 التي فاز كل منها بصدارة إبداعات منافسات الحلقات المختلفة، قبل أن يدخل المتنافسون السبعة في منافسة لصياغة شطر يتمم شطراً آخر تم طرحه وهو «أجمل أشياء الشعر في عين شاعر».

واختار كل عضو في اللجنة بطريقة فردية وسرية الأبيات التي رأها تتناسب مع ذائقته الشعرية وتواكب موضوع الشطر. قبل أن تسفر النتيجة النهائية عن حصول الشاعر يزيد الحربي على أعلى نسبة تصويت من لجنة التحكيم بالإجماع، عبر شطره «لا كتب له بيت يرضي به حبيبه»، ليصبح الحربي فارس مسابقة «الشطر» في الدورة الثانية من البرنامج.

مفاجآت البرنامج لم تنته مع المحتوى الشعري، بل شهدت الحلقة الختامية مفاجأة فنية بحضور عيضه المنهالي وفاير السعيد، ليقدما أغنية شلة مهداة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعنوان «تاج الفخر»، والتي أنتجت خصيصاً للمشاركة في هذه الحلقة الختامية.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، أن رؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في دعم التراث واستمراريته في شتى المجالات، بما فيها المشروعات الأدبية والثقافية، ورعايته وتشجيعه المتواصل والدائم لكل المبادرات الهادفة، قد تبلورت في برنامج البيت، والنجاح الذي حققه هذا الموسم من خلال تهيئة ساحة للشعر النبطي تستهدف فئة المبدعين من الشباب وكل شرائح المجتمع.

وأوضح أن برنامج «البيت» أصبح بالفعل بمثابة «صوت الشعر النبطي الذي يجمع الناس من المحيط إلى الخليج حوله، ويتحفهم ببديع القصائد ويطرب آذانهم بسماع كل ما هو جميل ومؤثر من أبيات تحمل بين سطورها معاني وعبراً تبقى إرهاصاتها حاضرة عبر الأجيال».

وأعرب الشاعر يزيد مشعل الحربي، الفائز بلقب شاعر الشطر، أن برنامج البيت هو حالة انعكاس لعنوان الصدقية والنزاهة، لأن فكرته قائمة على عدم إظهار اسم صاحب الشطر وبلده، للوصول إلى الحالة المثلى من الاختبارات الإبداعية، بعيداً عن أي تأثيرات.

أما الشاعر متعب الشراري، الفائز بلقب نبض الصورة، فرأى أن «البيت» من أرقى المهرجانات الأدبية الإبداعية التي استطاعت استقطاب كوكبة كبيرة ومميزة من الشعراء، إذ بات طموح كل شاعر، وذلك لما ساهم به في رفع من قيمة الشعر النبطي، وزيادة ألقه ورونقه، وضخ مزيد من الدماء الشابة الموهوبة في عروق الشعر النبطي.


جماليات «النبطي» في 140 حرفاً

قال مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، الشاعر ماجد البستكي، الذي يقوم بجهود الإشراف على البرنامج، إن «البيت» وضع منذ البداية على الصعيد الفني المراهنة على تكثيف جماليات القصيدة النبطية، والدفع باتجاه صياغة منتج يستوعب الإمكانات الثرية للقصيدة النبطية، بصورة شديدة التكثيف.

وأضاف «متابعة حلقات الموسم الثاني من (البيت) تؤكد أن المراهنة على هذه الجماليات نجحت، وهو ما يعكسه كم ونوع المشاركات التي تخطت حاجز المليون مشاركة، وجاء الكثير منها بصور وتراكيب وصياغة مبدعة، تؤكد أننا بصدد مفترق طرق إيجابي في إبداع النبطي».

ورأى البستكي أن أحد أهم إنجازات «البيت»، هو تفجير إبداع يتواءم مع طبيعة المشاركة عبر «تويتر»، مضيفاً «على الرغم من أن الشاعر دوماً لا يحبذ التقيد بقالب بعينه، إلا أن جميع المشاركين في البيت كانوا محكومين بعدد حروف غايته 140 حرفاً، وفكرة رئيسة يحكمها شطر لا يعود إليه، وصورة مطالب بالإبحار في عوالمها ومعايشتها، ثم الانفعال بها، في هامش زمني محدد أيضاً».

من almooftah

اترك تعليقاً