MOTHER GRANDMOTHER

حينما سافرت أمي إلى أوروبا، لم تكن جدتي غادرت لأبعد من حدود بلدها طيلة حياتها، هي جملة تتردد على لسان كثيرين عن جداتهم التي ربما لم يكن يعرفن أكثر من 5 أو 6 مدن غربية سمعن عنها في الأخبار أو شهدت مباحثات ومؤتمرات خططت لحياتنا ورسمت مستقبل منطقتنا.

أمهاتنا لم يكنّ أقل عصرية منا نحن، فاستطعن القيام بأعمال لم تقم بها الجدات وكانت قريبة من حياتنا وتجاربنا الحالية.

 

1- الصبحيات

 

أمهات اليوم يكررن نشاطات الجدات ويجتمعن مع صديقاتهن في صبحيات نسائية، لكنهن استبدلن البيت العربي والبحرة بالشرفة أولاً، ولاحقاً بالمطاعم والـ “كافيهات” التي باتت غنيةً ببرامج الصبحيات.

 

2- الراديو تحول إلى جوال

 

في الوقت الذي شهدت حياة جداتنا ثورة باستخدامهن المذياع وتمضيتهن الليالي الطويلة في الاستماع إلى الأغاني والبرامج الإذاعية، شاركت الأمهات الجدات هذا الطقس وتعلقن بهذا الجهاز لفترة من الزمن ليستبدلنه اليوم ببرنامج موجود داخل هاتفها الذكي وفر لها مساحةً في منزلها، كما منحها خصوصية للاستماع وحدها لما تريد من خلال وضع سماعاتها الخاصة.

 

3- من فيروز إلى نانسي

 

في فترة ازدهار الراديو لطالما سهرت الأمهات بالقرب من الجدات ساعات على مسرحيات “الرحابنة” اللبنانية، واعتدن أن يستفتحن أيامهن بصوت فيروز، وحملن هذه العادة معهن بتربيتهن أطفالهن، لكن ذلك لم يمنعهن لاحقاً من مشاركتهن في الاستماع لنانسي عجرم وتامر حسني.

 

4- يوتيوب بديل الكاسيت

 

أمهاتنا مثل جداتنا استمتعن لسنوات بهذا الاختراع الذي وفر لهن عناء الانتظار ساعات للحصول على أغانيهن المفضلة؛ لأن كل ما يردن سماعه بات بإمكانهن أن يسمعنه عبر شريط الكاسيت الذي اخترن أغانيه، ولم تخلُ أيامنا نحن من هذا الطقس ولطالما وضعنا قوائم لأغانٍ معينة وطلبنا من محلات التسجيلات تجميعها لنا.

طبعاً نسيت الأمهات اليوم هذا الاختراع ووضعنه ضمن أشيائهن المنسية، فهن حالياً لم يعدن بحاجة له، لأن هاتفهن الخلوي يسمح لهن بتخزين ما يردن من أغانٍ وأيضاً الاستماع إليها من يوتيوب.

 

5- إسماعيل ياسين وأحمد حلمي

 

أمهاتنا ضحكن كثيراً في طفولتهن على مقالب إسماعيل ياسين، وذهبن للسينما رفقة أصدقائهن لمشاهدة أفلام دريد لحام ونهاد قلعي، وهن يحتفظن في ذاكرتهن بتفاصيل تلك المواقف ويروينها لأبنائهن بفرح، لكنهن في الوقت نفسه يتابعن بسعادة أحمد حلمي وأيمن رضا.

 

6- دخول الستلايت

 

المحطات الأرضية المحدودة لم تعد ترضي أمي حالياً، وهي نسيت أصلاً أين وضعت جهاز الاستقبال الخاص بالتلفزيون، فهي اليوم تملك آلاف المحطات وتستطيع التنقل بينها بكبسة زر وهي جالسة على أريكتها دون الحاجة للصعود إلى السطح وتحريك جهاز الاستقبال القديم ليتمكن من التقاط الإشارة الصحيحة.

 

7- وداعاً لهاتف المنزل

 

يوم سافرت أمي إلى أوروبا أمطرت عائلتها بوابل من الرسائل التي بثت لها أشواقها ويومياتها، وكانت تنتظر بفارغ الصبر وصول الجواب وتتحمل بطء المراسلات، لكنها اليوم – ورغم احتفاظها بكمية ضخمة من رسائل تلك الأيام -، لا تتردد في بث مشاعرها وأشواقها عبر SMS أو ايميل أو ربما رسالة فايبر Viber أو واتساب WhatsApp وغيرها من التطبيقات.

 

8- الهاتف الجوال

 

شاركت أمي والدتها باستخدام الهاتف الأرضي واستبدلت الجهاز ذا القرص بآخر له أزرار ونغمات مختلفة، لكنها اليوم اختصرت كل هذه الاتصالات بجهاز صغير تضعه في حقيبتها وتحمله أينما ذهبت كبقية أبناء جيلنا.

 

9- الصور

 

حينما كنا صغاراً، اصطحبتنا أمهاتنا إلى المصور لالتقاط الصورة العائلية التي لا تزال معلقةً في منازلنا بالقرب من صور عائلية أخرى جمعتها مع والدتها وأخوتها حينما كانت صغيرة والتطقت أيضاً عند أحد المصورين.

مازالت أمهاتنا يحتفظن بهذه الصور، لكنهن لم يعدن يفكرن بالذهاب إلى مصوّر أو استخدام الكاميرا القديمة وانتظار تظهير الأفلام، فذاكرة موبايلها مليئة بالصور التي تختصر تفاصيل حياتنا الحالية، بل يكفيك الدخول لحسابها على انستغرام أو سناب تشات لترى بنفسك!

 

10 قبل النوم

 

لا تتردد أمهاتنا اليوم وقبل أن يخلدن للنوم في الدخول إلى صفحاتهن على فيسبوك ومتابعة آخر ما نشره الأصدقاء، كما أنهن قبل أن يغفون يقمن بإرسال رسائل ما قبل النوم عبر واتساب WhatsApp ليطمئنن على أبنائهن جميعاً ويختمن يومهن بجملة “تصبحون على خير”.

من almooftah

اترك تعليقاً