Ahmed Niniaنادي بناصا للشعر و القصة



أدب المواطن القاصر

كانت اللحظات رهيبة جدا وأنا أحاول النهوض صباح يوم جديد…كانت عين النهار تنظر وهي تستصغرني…عين دائرية صفراء مشتعلة النيران…تلمع بألوان ذهبية…انظر إليها كأنني أتأمل شمعة متقدة أمامي لأنسى كل ما حولي…عين تقرا عن صمت ليلي وسكوته…كانت تعري ليلي تدريجيا وتفضحني…ترتقي بي إلى منتصف النهار وهي تنتشلني…تبرق وتبرق…تقطع حبل ليلي …وكنت اغني لها أغاني الطفولة وأنا أتركل في فراشي…اصرخ في وجها بغواة ثورة حالمة…كانت عيناي تنضجان في عينه…انفض عني فراشي لتتسع أهوائي وأتنفس طويلا…
يحدث لي هذا كل يوم…وبين كل يوم وآخر يقتحمني العنف…عنف تأثيرات نهاري…فتضيق أهوائي وينفد صبري …من صبر قديس إلى غضب رجل مفترس…فيشتد ارقي وارفض الخروج من فراشي…لأني اعرف أني سأموت اذا اشتدت حرارتي…لكن وعيي بمصيري يزداد يوما بعد يوم…وأحيانا يختزل جسمي كل مواده وادخل مرحلة التجفاف كلما خصب بريقها…اختفي في فراشي ولا اخرج الا راسي..أرى وحدات ووحدات متشابكة …متناقضة…فيبدأ ذهني في اختلاق علاقات جديدة…تأويلات وتأويلات…سيد وخادم…تهور..شح…تبذير..تهور..جبن..كل هذا لا يليق بي وأنا كريم عفيف شجاع ولا أرضى الرق…ثم أعود لنفسي لأقول :لا تخف أنت في فراشك …
يبدأ التنافر والتدافع…أجهز نفسي واخترع استراتجيات حربية…أقول لنفسي ربما أني أخطأت الصواب…وأحيانا أخرى يهاتفني الوحي ان أخطائي خاطئة…ليختلط عندي في النهاية وحي الحقيقة وخطا الصواب…ويتزايد فسيفساء الأفكار المتصارعة بين الحواس والعقل…فتموت أجسادنا في صراعها على المواقع حين تتآلف عليها الأضداد في وحدة المفارقات …ويضيع الأمل كلما نصاب بحبسة صوتية…
احمد انعنيعة

من almooftah

اترك تعليقاً