هنري ماتيس .. في قطائعه التي أثارت غيرة بيكاسو

هنري ماتيس .. في قطائعه التي أثارت غيرة بيكاسو

ترجمة/ عادل العامل 

الفنان الفرنسي هنري ماتيس قام في سن 84 بتكوين قطائع cutouts ورقية ملونة على نحوٍ جريء جعلت حتى بيكاسو يشعر بالغيرة.

و سيقام في نيسان من العام القادم معرض ” هنري ماتيس : القطائع ” في تيت مودرن بلندن، ثم في متحف الفن الحديث بنيويورك، و هو معرض سيحشد حوالي 120 قطيعة من قطائع ماتيس المثيرة للمدهشة، أكثر مما تم تقديمه في مكان واحد على الإطلاق. و تتراوح هذه القطائع في الحجم بين المصغَّرات و الأعمال التي تغطي جداراً كاملاً.
” و هو ببساطة تامة المعرض الأهم لهذه المرحلة من عمل ماتيس الذي عُرض دائماً و سيظل كما أعتقد هكذا باستمرار “، وفقاً لتصريح نيكولاس سيروتا، مدير تيت، في مؤتمر إخباري عُقد مؤخراً. و كانت معارض استعادية سابقة في السبعينات في ديترويت و قبل عقدٍ من الزمن في فرانكفورت قد جمعت بين 60 تقريباً من القطائع، التي أصبحت الوسيلة الفنية المفضلة لدى الفنان ” المتحرر من التقاليد Fauvist ” في شيخوخته. و يتضمن المعرض الجديد أشكال عاريات، و نماذج تقليدية لنوافذ زجاجية مبقَّعة لكنيسة روزاري في فينس بفرنسا، و مشاهد من السيرك و مجموعة دراسات لكتاب دُعي أخيراً بـ ” جاز Jazz “. و الكثير من هذه الأعمال معمول كلياً من قطع من الورق، و أحياناً مرتب على صفحة ورق أخرى ثم على قطعة قماش.
” و أعتقد بأنه سيكون واحداً من أجمل المعارض التي نستطيع تقديمها على الإطلاق في تيت مودرن. و سيكون معرضاً استحضارياً نابضاً بالحيوية جداً “، قال سيروتا، و أن من المرجح أن يجتذب العرض الذي سيستمر خمسة أشهر في لندن ربع مليون زائر للمتحف، المقام في محطة للكهرباء غير مستخدمة على ضفة النهر.
و لقد كان ماتيس، الذي غدا مشهوراً كقائد للفنانين ” الفوفيين “، المعروفين باستعمالهم الجريء للألوان و الشكل، ملازماً لكرسي عجلات طوال الفترة الأخيرة من حياته. و تخلى تدريجياً عن الرسم، لكنه بدأ باستخدام القطائع قبل ذلك بوقت طويل، كما قال نيكولاس كولينان، و هو أمين سابق لمتحف تيت عمل على إقامة المعرض لمدة أربع سنوات قبل انتقاله في العام الماضي إلى المتحف الميتروبوليتي للفن في نيويورك.
و كان ماتيس، منذ أواسط الثلاثينات من القرن الماضي، يستخدم القطائع الورقية لتصميم غلاف مجلة فنية لأن عملية الطباعة الحجرية كانت تستخدم الصبغات نفسها مثل الورق. و بدأ يستعمل التقنية لأعمال أخرى، و حين زاره بابلو بيكاسو في مشغله في نيس، أصابته الغيرة، كما قال كولينان. ” و مثل هذا التحول بالأحرى أمر لا يمكن تصديقه بالنسبة لفنانين في نهاية مسيرتهما الفنية ــ أن يخترعا ليس فقط أسلوباً جديداً بل بشكل أساسي وسيلة جديدة من صنعهما. و أرى أن معظم الناس سيضعون هذه الأعمال بين الأعمال العظيمة المتأخرة لأي فنان “، كما قال.

من almooftah

اترك تعليقاً